اداب التعامل

في مصر في نسبة كبيرة من المجتمع محتاجة تتعلم اداب التعامل -هنا انا بتكلم علي الطبقة المتوسطة للأعلي- مع الناس اللي حواليها لازم يتعلموا ان محدش احسن من التاني لا انت احسن مني عشان راجل ولا انا احسن منك عشان مسلمة ولا انا بفهم عنك عشان انا اكبر في حاجة اسمها بني ادم كلنا واحد غني او عادي او فقير بس في ناس بتتعامل علي انها احسن من انها تتعامل مع اللي قدامها عشان هما افقر مثلا او علي قدهم. كنت مرة في المترو و في بنت قاعدة مع ولد و شكلهم عادي ف طفلة بتبيع مناديل عطست علي ملف معاه من غير قصد ف البنت مسكتهاوله و قاعدة يضربوها طبعا المترو كلة اتلم و طلعوهم بره بس انا بتكلم علي الغباوة في التعامل عشان هي غلبانة لو مثلا باباها كان معاها ولا شكلها نضيف مكانش نطق. موقف تاني كنت في محل هدوم و في لبس ولاد و بنات و هو ماركة ف تلات ولاد شكلهم باين انهم مش هيشترو و اللي شغال ف المحل طردهم بشكل مهين قدامنا هنا مثلا هما معملوش حاجة كان ممكن يسيبهم لية خد الموقف دا من غير سباب هي الفرجة بفلوس مثلا. طبعا حوار المسلمين مع المسيحين دا حوار و مليون موقف مش محتاجة كلام. انا اقصد بكل دا انك لو اتعملت ان محدش احسن من حد عشان دين او لون او جنس او اي حاجة هترتاح و تريح.

افلام

الدنيا مش زي الافلام مينفعش تبصلها من جانب واحد. مش كل اللي بننوي عليه بنعملة, ممكن حاجة بسيطة تقف في وشك لو ناوي علي شر تخليك متكملش, ممكن نظرة من حد بتحبة, ممكن تكتشف ان محدش يستاهل و ممكن يحصل فيك اللي كنت ناوي عليه, مش لازم لما تنوي علي حاجة تكمل حتي لو خير. احنا دايما عايزين ناخد الحاجة بأي تمن و مش بنحط في دمغنا اننا مش هناخد غير المكتوب و مفيش حاجة بتحصل من غير اسباب. الدنيا مش زي الافلام مفيش حاجة اسمها نهاية سعيدة ولا نهاية حزينة ولا نهاية مفتوحة لأن ببساطة مفيش نهاية الا بالموت -لو اعتبرنا ان دي كدا النهاية- لما حاجة تحصل و تتم علي خير او شر دا كدا اسمة قدر.

مترو

في المترو في الف قصة بس لو ركزنا هنلاقي المهموم و المرتاح, الحزين و المبسوط. شفت المنقبة اللي عمرها ميعديش 15 سنة و هي بتتفرج علي بنت ف سنها بتلم شعرها و بنظرة فيها حزن و حسرة. شفت الطفل اللي بيبيع مناديل و الكسرة ف عنية لما يشوف ولد ف سنة قاعد مع مامته. شفت البنت الي بترفض تاخد فلوس ذيادة عن تمن اللي بتبيعة و الحزن ف عنيها لما تشوف بنت نايمة ف حضن مامتها او بفستان و بتتمني تكون زيها. مترو سيدات و البنات و كلامهم عن اصحابهم اللي اتخطبوا و اللي اتجوزوا و هما عاملين انها مش فارقة معاهم. بتوع ثانوية عامة و الطموح مالية عنيهم البنات بيتكلموا عن الولاد اللي معاهم و هما مكسوفين و موطيين صوتهم. لما الجو بيكون حر و زحمة و الناس تعزم علي بعض عشان يقعدو لما ست او راجل كبار في السن  يدخلوا. لما الستات يتلموا علي واحد يطلعوه من عربية سيدات بالعافية. لما اتنين ستات ميعرفوش بعض يقعدوا يرغوا عن ولادهم و اجوازهم.  نقدر نقول ان 80% من خناقات الناس في المترو في السياسة و مؤخرا عن الاخوان, لو حد اتجرا و دافع عنهم يبقي هوا اللي جابوا لنفسوا و يستحمل بقا اللي هيتقال و اللي يحصل. في المترو الناس اشكال و الوان هتلاقي كل الطبقات و كل الاشكال. فتح عينيك و افتح قلبك و مخك اسمع الناس كويس املا ودنك بكلامهم هترتاح.

كلام فارغ.

احنا دايما بنقول اننا بنعامل الناس بالمثل زي ما بيعملونا و ف نفس الوقت بنتوقع من الناس اكتر من اللي ممكن يقدموه لينا دايما و دي ممكن تكون مشكلة لان الناس كلامها كتير و مفيش فعل. منين بنوعد و بنعشم اللي قدامنه و شوية و بنغير كلامنا و نقول مقولناش. كتير بنكون عارفين ان اللي قدامنه بيوعدنا بية مجرد كلام بس بنفرح و بنعشم نفسنا لمجرد ان نفسنا نفرح. بنتوقع ان اللي قدامنا يفجئنا و ف نفس عمرنا ما فكرنا نفجئهم احنا. عمرك فكرت تبدي كلام مع اللي انت معجب بيها بدل ما انت قاعد مستنيها تبدي كلام؟ اكيد لأ و لا هي فكرت لأنها برده مستنياك تبدء. خدها مبدأ ف حياتك "ابدا بنفسك" عايز حاجة تحصل اسع ليها حط سلمه تبدأ من عندها و لو دا حصل هتكون ابتدايت تفهم نفسك بجد. اوحش من دا كله انك تعشم حد يعني الطرف التاني من الكلام دا. قبل ما توعد او تعشم حد او حتي تقول كلام ليه كذا معني .. فكر. حط نفسك مكان اللي قدامك. حالو اتجنب الناس و فشلت و اكتشفت ان مفيش مفر. خليك مخترع متفاعل و ف نفس الوقت اسمع كتير و اتعلم و ابتكر و لو عندك حد بيسمع العك اللي انت بتقوله احمد ربنا غيرك مش لاقي.

جايز تكتئب.

هو في حاجة متغيرة؟ حاسة بملل و اكتئاب دايما حد حاسس ب دا غيري؟ ما يمكن انا اتجننت او يمكن زهقت! هيحصل اية لو بعدت و قربت من نفسي مش مالناس؟ عاملولي اية الناس؟ محدش عايز يسمع او يشوف كل واحد مهتم بنفسة. بس انا معرفش اللي جواك و انت متعرفش ان جوايا متاهه ملهاش اول من اخر، فيها اية لما اقولك ف وشك بكرهك او بحبك اية اللي يكسف لية علي قد ما في كسوف مفيش جرائة. بس انا اصلا جبانة دايما بحس انا اكلم الحيطة احسن م اكلم نفسي ممكن تلقيني كتير بلف حوالين نفسي ذي ما اكون تايهة انا تايهة من نفسي مش اكتر و يمكن اكون مش خايفة منك بس خايفة من نفسي و مش مكسوفة منك بس مش عايزة ابص ف عينيك مش عايز ابرر حاجة مش مجبرة اصلا لية الناس مش بتسمع اد ما بتتكلم كلام كلة ملوش لازمة بس انا لية اضطر اسمع كل الهبل دا انا ممكن اقف اتفرج من بعيد و ممكن اتعصب و اكسر و اسايس و اهدي اللعب الحياة صعبة و دا اللي عرفتة قبل ما اعيشها و اداني دافعة مش بطالة من التشاؤم برغم ان في حاجات صغيرة داما بتفرح. سمعت حد قبل كدة شبة الحياة ب ماتش كورة مفيش حاجة مضمونة ف انا قررت قبل ما انزل الملعب اسكت و ابعد و اخطط .. و اعمل هابلة. الناس بتقول السياسة نفاق و الفن حرام و الصحافة واسطة و الكورة تضيع وقت. اية المطلوب من جيل اتربي ف وقت اللي بيتكلمو ف الدين هما النصابين و الاهالي بيدفعوا عن الغلط و بيقولو علينا عيال و مش فاهمين حاجة عشان بنقول الصح. الاهالي بيشجعوك لو عايز تبقي دكتور او مهندس بس جرب تقولهم انك عايز تكون مخرج ولا مصور صحفي هيخدوك علي قد عقلك و يقولو عيل. انا خلاص فشلت اني افهم نفسي او افهم الناس حتي اصحابي بقيت ابعد عنهم خايفة دايما و قلقانه. دلوقتي الاكتئاب هو الاحساس الشائع و الغريب لو حسيت انك فرحان. 

عنواني منسي.

بقيت بحب الف كتير و اركز مع الناس اللي معرفهمش و اكتشفت ان مهما كان عندك مشاكل في غيرك بيعاني اكتر,الحاجة اللي تافهة في عنيك ممكن تكون كبيرة اوي في عنين اللي قدامك و لو انت فاكر انك عشان عندك مشاكل لازم كل الناس اللي تقابلها تكون بتراعي احب اقولك دا مش هيحصل. من اكتر الحاجات اللي لفتت نظري معاملة الاطفال, لما أب -أو أم- يضرب ابنه عشان نفسه في لعبة انا عارفة ان الأب دا بيكون بيتقطع من جوا عشان مش عارف يبسط ابنه بس دا عمره ما كان مبرر. شفت في الميترو أم بتتكلم في موبيلها و اتخانقت مع واحدة ضربت بنتها من غير ذنب عشان متعصبة!! شفت فس نفس الوقت اللي بيهزرو مع الاطفال اللي بيبيعو في المترو عشان يخففو عنهم و شفت البراءة في عيون الاطفال دول و هما بيضحكو رغم كل حاجة هما ملهومش ذنب في اللي هما فية, المجتمع هو المذنب عشان فاهم اللي بيحصلهم و ساكت و الشرطة اللي عارفة و ساكتة و كلة عامل مش واخد باله. كل واحد في ف دماغة متاهه كبيرة توصل بية لبحر عميق الشاطر اللي يتعلق ب فكرة يطفو بيها تنقذه من مستقبل مكانش باينله ملامح. لف ودور و اتعب و افهم الناس و ساعتها بس هتكون عايش بجد.